أكتوبر الجاري له نكهة جديدة بعد نجاح مصر في إنهاء الصراع في غزة

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن شهر أكتوبر يحمل دائماً أياماً طيبة لمصر، مشيرا إلى أنه شهر الإنجازات الكبرى من نصر أكتوبر المجيد إلى النجاحات الدبلوماسية والسياسية التي تحققت مؤخرا.

وقال الرئيس السيسي – في كلمته خلال الندوة التثقيفية الـ 42 بمناسبة الاحتفالات بنصر أكتوبر – إن شهر أكتوبر الحالي كان له طعم مختلف إذ تمكنت مصر من وقف الحرب في قطاع غزة بعد جهود مكثفة.

وأضاف أن الهدف لم يتغير منذ اللحظة الأولى، موضحاً “من أول يوم كان هدفنا إدخال المساعدات ووقف القتال وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين”..مشددا على أن التحرك المصري كان دائماً من منطلق إنساني ومسؤول تجاه الشعب الفلسطيني وتجاه استقرار المنطقة.

وأكد الرئيس السيسي أن سياسة مصر الثابتة هي العمل من أجل أمن واستقرار البلاد وجوارها، قائلاً: “هدفنا الدائم أن تكون بلادنا والمنطقة كلها في أمن واستقرار”..معربا عن سعادته بطاقة الدعم والتماسك التي يشعر بها الشعب المصري في هذه الفترة.

وأشار إلى أن ما حققته مصر في الملفات الإقليمية خلال أكتوبر يعكس قدرتها على التأثير وصناعة السلام، تماماً كما صنعت النصر في أكتوبر 1973.

وقال السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي”لقد حاولنا خلال العامين الماضيين وقف الحرب في غزة، ولم تتوقف جهودنا، واستمرت إرادتنا بنفس العزم، واستمرت اتصالاتنا مع كل دول العالم والمعنية بايقاف الحرب في غزة، وأنه بفضل الله تم في أكتوبر الحالي إيقاف الحرب، وشاهدنا فعاليات مؤتمر السلام في شرم الشيخ لإيقاف الحرب في غزة”.

ووجه الرئيس السيسي التحية والتقدير والاحترام للرئيس الامريكي دونالد ترامب، مؤكدا أنه كان لدينا يقين أنه قادر على إيقاف الحرب في غزة وإحلال السلام في المنطقة بإرادته وعزيمته القوية وكان تقديرنا في محله
وأضاف أنه تم إيقاف الحرب في غزة وبدأنا المرحلة الأولى التي تشمل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين وإدخال المساعدات وباقي الإجراءات الأخرى من المرحلة الأولى ثم المؤتمر الذي سيقعد في القاهرة لإعادة الاعمار في غزة، موضحا أن الجميع سجتمع للمساهمة في إعمار غزة، مشيرا إلى أن من 70 إلى 80 % من المساعدات التي دخلت غزة على مدار العامين الماضيين كانت تقدمها مصر.

وتساءل الرئيس السيسي – خلال كلمته – هل نحن كمصريين مستعدون للمشاركة بتبرعنا في إعادة إعمار غزة.. وقال ” كنا نتألم على ما يجابهه وما يعانيه الفلسطينيين في القطاع الذي تم تدميره” لافتا إلى أن أكثر من 200 ألف منزل ومنشأة ومدارس ومستشفيات والبنية الأساسية لمياه الشرب والصرف والكهرباء وكل شيء تقريبا تم تدميره، موضحا أن إعادة إعمار غزة سيكلف أرقام ضخمة جدا سيسهم العالم كله فيها.

وأكد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي – في كلمته – أن مصر ستكون من المبادرين بلا أي تزايد في إعمار غزة، وستتحرك في هذا مع مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات المختلفة والدولة بالكامل بشكل يعكس المسئولية والتقدير والمحبة لأهلنا في قطاع غزة.

وقال الرئيس السيسي “من الأشياء الجميلة التي حدثت هذا الشهر أنه على مدى عشرات السنين لم تكن للدول العربية والإفريقية فرصة تولي مسئولية أو قيادة اليونسكو، ولكن بفضل الله نجحت مصر في الحصول على منصب مدير عام اليونسكو، ونهنئ الدكتور خالد العناني” مؤكدا دعمه له في تلك المهمة”
وتابع الرئيس “أمر آخر حدث هذا الشهر وهو أن تتولى مصر وتكون عضوا في مجلس حقوق الإنسان وهو أمر أهنئ مصر وشعبها على تولينا لهذا المنصب، وهناك منصب أخر نتمنى أن نفوز به ومؤسسات الدولة تعمل عليه وهو (الإيكاو) وأتمنى أن نوفق في هذا الأمر ونصل إلى هذا المنصب”.

وأشار الرئيس السيسي إلى أنه خلال العامين الماضيين واجهت مصر ظروفا صعبة، وأن الظروف الصعبة لا تنتهي على أي دولة، وأنه على الإنسان أن يكون دائما في حراك وتدافع مستمر مع الواقع الذي يعيشه، حتى يحسن ويطور ويتجاوز التحديات التي تقابله.

وأكد الرئيس السيسي أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام والفن في تشكيل ودعم الوعي داخل المجتمع المصري، مشددا على خطورة الكلمة وتأثيرها العميق على الأفراد والدول..قائلا “إن الكلمة قد تشعل ثورة أو تتسبب في دمار دولة، رغم أنها ليست حدثا بل مجرد تعبير لفظي” مشيرا إلى أن مسؤولية الكلمة كبيرة جدا، خاصة حين توجهه إلى الناس وتسمع على نطاق واسع.

وأوضح أن الفرق كبير بين حديث الإنسان في نطاق ضيق داخل أسرته أو مع أصدقائه وبين الكلمة التي تقال على الملأ ويكون لها أثر واسع في المجتمع، لافتا إلى أن الإعلام والفن يمثلان علما وفنا كبيرين في كيفية توجيه المجتمعات وتحريكها والتأثير فيها، مشيرا إلى أن الحديث عن الوعي وهذه القضايا يظل ضروريا في كل وقت، حتى تظل مصر دائما في خير وأمن وسلام.

وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على أن تحقيق الأمن والاستقرار لا يتحقق بالعمل فقط، وإنما بالفهم والوعي، مؤكدا أن الوعي مسؤولية مشتركة بين جميع مؤسسات المجتمع.

وقال الرئيس السيسي إن المدرسة تقوم بدور، والمسجد والكنيسة يقومان بدور، والبيت يقوم بدور، وكذلك الإعلام، ومن ثم فالمسؤولية كبيرة جدا للحفاظ على الوطن.

وأضاف أن الأحداث التي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية أظهرت بوضوح نتائج القرارات والإجراءات المختلفة، حيث قد تؤدي كلمة أو قرار غير محسوب إلى ضياع آلاف الأرواح أو تهديد استقرار الدولة نفسها.

وأشار الرئيس السيسي إلى أن التحدي الاقتصادي الذي تواجهه مصر لا ينتهي إلا بإرادة الشعب، وبالجهد المشترك والتخطيط والتنفيذ من جانب الدولة، إلى جانب وعي المواطنين واستعدادهم لتحمل مشاق الطريق نحو التقدم.

وأكد أن ما تقوم به الدولة من إصلاحات اقتصادية هو الخيار الوحيد المتاح لضمان مستقبل أفضل للبلاد، مشددا على أنه واحد من الشعب ويدرك تمامًا صعوبة الواقع والتحديات اليومية، موضحا أن أي دولة مثل أي أسرة لديها دخل ومصروف، وإذا تساوى الدخل مع المصروف فهذا مقبول، وإذا زاد الدخل فهو أمر جيد بشرط الادخار للمستقبل، لكن المشكلة الحقيقية تظهر عندما يكون المصروف أعلى من الدخل، فتضطر الدولة إلى الاقتراض، وهو ما يترتب عليه فوائد وأقساط وديون متراكمة.

وأشار الرئيس السيسي إلى أن دعم بعض السلع مثل الوقود يتم أحيانًا بالاقتراض، وهو ما يصنع فجوة في الموازنة العامة، فمثلاً إذا كانت الموازنة تقدر بمليار جنيه والمتاح 900 مليون، فإن الدولة تضطر للاقتراض لتغطية العجز.. مشددا على أن استمرار هذا الوضع كان سيقود إلى أزمة أكبر، لذلك كان لابد من التحرك واتخاذ قرارات صعبة.. لافتا إلى أن هذا القرارات ستسبب بعض المعاناة ولكن لا بد من اتخاذها.

وأكد أن تطوير البنية التحتية والاقتصاد يحتاج إلى جهد وصبر وتكاتف من الشعب والحكومة، مؤكدا أن هذا هدف الجميع وستم الوصول إليه بالعمل والتحمل..مشيرا إلى تحمل المصريين هذه الظروف من أجل الغد أمر مقدر ويؤكد أن مصر بخير.

وقال الرئيس السيسي إن المخاطر لم تنته والاستهداف لن ينتهي، ولكن الحراك الذي يتم في محاولة تحقيق ذلك والنجاح فيه من عدمه مرتبط بشيء واحد هو “الشعب”، مشددا على أنه في أصعب الأوقات لم يخاطر بالشعب وأن كل أمر يتم دراسته بعناية، وأن الدولة تحتاج إلى همة لا تلين أبدا والإصلاح والتقدم والعمل لا ينتهي.

حذر الرئيس السيسي من خطورة تجاهل دروس الماضي، ولكن أن الله شاء أن يشهد المصريون نموذجا حيا لمواقف لم تر عامي 1967 و1973، مشيرا إلى أن ما مرت به البلاد خلال العامين الماضيين يشبه في كثير من جوانبه ما حدث قبيل حرب أكتوبر المجيدة، معربا عن تقديره العميق واحترامه البالغ للرئيس الراحل محمد أنور السادات، مؤكدا إعجابه الكبير بقراراته وشجاعته خلال تلك المرحلة التاريخية الحاسمة.

وقال الرئيس السيسي “إنه لا يبخل على مصر أو شعبها بالاهتمام والرعاية، سواء في الصعيد أو الدلتا أو في أي بقعة من أرض الوطن”.

وأكد أن أبناء القوات المسلحة من ضباط وضباط صف ومجندين قاتلوا بشجاعة لرفع راية مصر خفاقة بين الأمم، موضحا أن الحرب ليست فقط مواجهة بالسلاح، بل لها صور متعددة، مشيرا إلى أن ما تشهده مصر اليوم هو شكل آخر من أشكال الحرب يتمثل في الانتصار على الظروف الصعبة، وتغيير الواقع إلى الأفضل، وبناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة.

واختتم الرئيس السيسي كلمته بالتعبير عن سعادته بهذا اليوم المجيد، قائلا: “سعداء بهذا اليوم الجميل، سعداء بكم، وسعداء بما وفقنا الله إليه في حرب أكتوبر.. بالله تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر”.