35 مليار دولار من الخسائر نتيجة رسوم ترامب.. هل سيتمكن الشركات من التعويض؟

أعلنت شركات عالمية تكبدها أكثر من 35 مليار دولار من التكاليف الناتجة عن الرسوم الجمركية الأميركية، وذلك قبيل إعلان نتائج الربع الثالث من العام، ومع ذلك بدأت العديد من الشركات بخفض توقعاتها الأولية، مع توقيع اتفاقيات تجارية جديدة تقلل من تعرضها للرسوم التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

نحو 35 مليار دولار خسائر بسبب يوم التحرير

ويُقارن إجمالي التكاليف البالغ أكثر من 35 مليار دولار مع 34 ملياراً تم رصدها في مايو أيار الماضي، بعد فرض رسوم «يوم التحرير» التي أعلنها ترامب في أبريل نيسان، والتي أربكت سلاسل الإمداد العالمية، لكن هذا الارتفاع يعود بشكل كبير إلى تقدير شركة تويوتا البالغ 9.5 مليار دولار، في حين خفضت العديد من الشركات الأخرى توقعاتها بعد توقيع اتفاقيات تجارية منخفضة الرسوم مع الاتحاد الأوروبي واليابان.
خفضت شركات المشروبات الفرنسية مثل «ريمي كونترو» و«برنود ريكار» تقديراتها لتأثير الرسوم بعد اتفاق الاتحاد الأوروبي، كما خفضت شركة «سوني» توقعاتها في أغسطس آب. وقدم ترامب أيضاً استثناءات، حيث لم تخضع سوى نحو ثلث صادرات البرازيل لرسوم بنسبة 50%.

الرسوم الجمركية تتحدى الشركات

وقال أنطونيو فيلوسا، الرئيس التنفيذي لشركة «ستيلانتس»، في مقابلة منتصف أكتوبر تشرين الأول: «الرسوم الجمركية أصبحت أكثر وضوحاً، ونعتقد أنها ستكون مجرد متغير آخر في معادلة أعمالنا، وسنكون مستعدين لإدارتها». وقد كشفت الشركة عن تفاصيل استثمار بقيمة 13 مليار دولار على مدى أربع سنوات في التصنيع داخل الولايات المتحدة، وكانت قد حذرت في يوليو تموز من خسائر بقيمة 1.5 مليار يورو هذا العام.وقال أندرو ويلسون، نائب الأمين العام لغرفة التجارة الدولية: «أعتقد أننا وصلنا إلى نقطة استقرار نسبية مع بعض الاتفاقيات الثنائية، لكن التعقيد وعدم اليقين سيستمران».طرح ترامب في وقت سابق من هذا الشهر فكرة فرض رسوم إضافية بنسبة 100% على الصين، لكنه عاد يوم الجمعة ليقول إن هذه الرسوم لن تكون مستدامة، محملاً بكين مسؤولية التوترات الأخيرة في المحادثات التجارية بين البلدين.

المستهلكون والقطاع الصناعي الأكثر تضرراً

من المتوقع أن تسجل شركات مؤشر إس&بي 500 معدل نمو أرباح بنسبة 9.3% خلال الفترة من يوليو تموز إلى سبتمبر أيلول، انخفاضاً من 13.8% في الربع الثاني، وفقًا لبيانات LSEG، ويرجع ذلك بشكل كبير إلى قطاع التكنولوجيا الأميركي المدفوع بالاستثمار في الذكاء الاصطناعي، أما مؤشر ستوكس 600 الأوروبي، فيُتوقع أن يسجل نمواً بنسبة 0.5% فقط، انخفاضاً من 4% في الربع السابق.وتتركز الأضرار على الشركات التي تعتمد على دول لا تربطها اتفاقيات تجارية مع الولايات المتحدة. على سبيل المثال، رفعت شركة «نايكي» تقديراتها لتأثير الرسوم من مليار دولار إلى 1.5 مليار دولار، نظراً لاعتمادها الكبير على الموردين في فيتنام ودول آسيوية أخرى.وفي أوروبا، خفضت شركة «SEB» المصنعة لأدوات المطبخ «تيفال» توقعاتها للأرباح، مشيرة إلى ضعف الطلب نتيجة لتردد المستهلكين بسبب الرسوم الجمركية، بينما حذرت شركة «H&M» من أن الرسوم الأميركية على الواردات ستؤثر بشكل أكبر على هوامش الأرباح خلال الربع الممتد حتى نوفمبر تشرين الثاني.وقال دانيال إرفر، الرئيس التنفيذي لشركة H&M: «نتعامل بحذر مع السوق الأمريكية في الربع الرابع، سواء من حيث تأثير الرسوم على هامش الربح الإجمالي أو من حيث ثقة المستهلك، يمكننا أن نلاحظ ارتفاع الأسعار».

شركات السيارات ضمن الأكثر تأثراً بالرسوم

وقد أبلغت شركات السيارات مثل «فورد»، و«ستيلانتس»، و«فولكس فاغن»، و«تويوتا» عن تكبدها مليارات الدولارات بسبب الرسوم. على سبيل المثال، تتوقع شركة «فورد» تأثيراً تراكمياً بقيمة 3 مليارات دولار.ومع ذلك، بدأ التفاؤل يتزايد بين شركات السيارات وموردي قطع الغيار، بعد أن اتجه ترامب نحو تخفيف كبير في الرسوم الجمركية على الإنتاج المحلي للسيارات، ما قد يؤدي إلى تقليص العديد من التكاليف التي أثرت على كبار المصنعين.كما بدأت شركات الأدوية في توقيع اتفاقيات تتعلق بتسعير وتصنيع الأدوية ترتبط بالإعفاءات الجمركية الأمريكية، وكانت شركتا «فايزر» و«أسترازينيكا» في طليعة هذه التحركات، ومن المتوقع أن تحذو شركات أخرى حذوها.(رويترز)