إسرائيل تعدل قرارها بشأن إغلاق المعابر مع غزة عقب اتصالات دبلوماسية نشطة

قررت الحكومة الإسرائيلية، في الساعات الأولى من صباح الاثنين، إعادة فتح المعابر الحدودية المؤدية إلى قطاع غزة، بعد أيام من تعليقها وإيقاف إدخال المساعدات الإنسانية، وذلك عقب تحركات دبلوماسية مكثفة وضغوط أمريكية مباشرة لإعادة الأوضاع إلى مسارها الهادئ.

 القرار جاء بعد مشاورات أمنية وسياسية رفيعة المستوى

وبحسب تقارير، أكدت مصادر مطلعة في تل أبيب أن القرار جاء بعد مشاورات أمنية وسياسية رفيعة المستوى، شملت مكتب رئيس الوزراء ووزارتي الدفاع والخارجية، إلى جانب تنسيق مع الجهات الأمريكية المعنية بملف الهدنة. ومن المقرر أن تُستأنف حركة الشاحنات الإنسانية والإمدادات الطبية والغذائية عبر المعابر الرئيسية بدءًا من صباح اليوم.

خلفية القرار

وكانت إسرائيل قد أوقفت مؤخرًا مرور المساعدات إلى غزة، في خطوة اعتُبرت تصعيدًا مفاجئًا، عقب اتهامات وجهها جيشها لحركة حماس بالمسؤولية عن خرق مزعوم لاتفاق وقف إطلاق النار في مدينة رفح جنوب القطاع. وقد تبع القرار عمليات قصف محدودة استهدفت مواقع في المنطقة الحدودية.في المقابل، نفت مصادر فلسطينية أي خروقات من جانب الفصائل، مؤكدة التزامها الكامل ببنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية قبل أيام، والذي يقضي بوقف متبادل لإطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في القطاع.

تدخل أمريكي أعاد التوازن

وقالت دوائر دبلوماسية في واشنطن إن الإدارة الأمريكية تدخلت بشكل عاجل خلال الساعات الماضية لاحتواء الموقف، بعد تلقيها تقارير تشير إلى تدهور الوضع الإنساني في غزة نتيجة توقف الإمدادات. وقد أجرى مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى اتصالات مباشرة مع القيادة الإسرائيلية، حثّوا خلالها على استئناف إدخال المساعدات دون تأخير.ويُرجّح مراقبون أن هذا التراجع الإسرائيلي يعكس رغبة في تفادي مواجهة دبلوماسية مع واشنطن، خاصة في ظل استمرار المفاوضات غير المباشرة بشأن تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة إعمار المناطق المتضررة.

الوضع الميداني

رغم الهدوء النسبي، لا تزال بعض المناطق الحدودية تشهد حالة من التوتر الحذر، وسط تحركات أمنية مكثفة على الجانبين. فيما تواصل المنظمات الإنسانية الدولية التحضير لإعادة تشغيل خطوط الإمداد، أملاً في استقرار الوضع الميداني وتخفيف معاناة المدنيين.ويؤكد محللون أن القرار الأخير قد يمثل اختبارًا جديدًا للعلاقة بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية، خصوصًا فيما يتعلق بآليات إدارة الهدنة ومستقبل التفاهمات الأمنية والإنسانية في قطاع غزة.