ارتفاع الطاقة المتجددة مع زيادة استخدام الفحم

تواصل الصين قيادة العالم في توسع الطاقة المتجددة، لكنها في الوقت ذاته تشهد ازدهاراً في مشاريع الفحم، ما يطرح ما يمكن تسميته بـ«مفارقة الطاقة الصينية»، فبينما تلتزم بكين بأول تعهدات رسمية لخفض الانبعاثات، فإن مشاريع الفحم الجديدة والمُعاد إحياؤها وصلت خلال النصف الأول من هذا العام إلى أعلى مستوى لها منذ عشر سنوات.
وتُشبه الخبيرة مو يي يانغ هذا النهج بتعلم الطفل المشي، «قد تحدث تعثرات مثل انقطاعات الإمداد أو ارتفاع الأسعار، وإذا لم تُدار بشكل صحيح قد يُضعف ذلك دعم الجمهور».

أزمة نقص الطاقة في الصين

تأتي هذه الخطوة أيضاً في سياق تجارب صعبة سابقة، إذ واجهت الصين خلال 2021-2022 نقصاً في الطاقة نتيجة مشاكل في التسعير والطلب والشبكة، إضافة إلى ظروف جوية قاسية.
ورغم أن إصلاح الشبكة وتوسيع التخزين يمكن أن يمنع تكرار هذه الأزمات، يظل الفحم خياراً احتياطياً يتيح السيطرة على الإمداد، حتى لو لم يُشغل على الفور.من الناحية الاقتصادية، فإن الطلب على الكهرباء في الصين نما بشكل أسرع من قدرات الطاقة المتجددة، ما يجعل الفحم مجدياً تجارياً، خاصةً مع قضايا البنية التحتية لنقل الكهرباء لمسافات طويلة من المناطق الغنية بالطاقة إلى المدن المكتظة، وتُعد محطات الفحم مورداً قابلاً للتشغيل حسب الحاجة، على عكس الشمس والرياح المعتمدة على الأحوال الجوية.ورغم هذه التحديات، يظل قطاع الطاقة النظيفة، بما في ذلك الشمسية والرياح والنووية والهيدروليكية والتخزين والسيارات الكهربائية، محفزاً اقتصادياً رئيسياً. ويُقدّر مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف أن هذا القطاع ساهم بنسبة قياسية بلغت 10% من الناتج المحلي الإجمالي للصين العام الماضي، وعزّز ربع النمو الاقتصادي، ما يجعل الحكومة حذرة في موازنة توسع الفحم مع استمرار دفع الاستثمار في الطاقة النظيفة.(أ ف ب)