محكمة جنايات المنيا تحيل قضية المرأة التي قتلت زوجها وأطفالها الستة إلى المفتي.

قررت محكمة جنايات المنيا، برئاسة المستشار علي عباس، رئيس المحكمة، وعضوية كل من المستشارين حسين نجيدة وأحمد مصطفى نصر، وعمرو طاحون، اليوم السبت، إحالة أوراق “هاجر. ع. م”، المتهمة بقتل زوجها وأطفاله الـ6، إلى فضيلة المفتي للنظر في إعدامها.

وظهرت المتهمة في قاعة المحكمة محبسها مصطحبة طفلتها الرضيعة، التي لم يتجاوز عمرها الشهر ونصف، وسمح رئيس المحكمة للمتهمة بالجلوس خارج قفص الاتهام، كونها تحمل طفلتها الرضيعة، فيما أحاط بها رجال الأمن أثناء جلوسها بأحد المقاعد، مخصصين لها كنبة كاملة في المقعد الثاني.

كما حضرت والدة الأطفال الضحايا “أم هاشم أحمد عبدالفتاح”، جلسة المحاكمة بعد حضورها من بني سويف، حيث تعيش بمنزل أسرتها بعد وفاة زوجها وابنائها الـ6.

واستدعت محكمة جنايات المنيا، خلال جلستها الثانية، خبيري السموم الدكتور محمد مصطفى محمد، والدكتورة نهاد سمير، حيث ناقشت المحكمة الخبيرين، حول تأثير المادة التي استخدمتها المتهمة ودستها في الخبز، والتي أودت بحياة 7 أشخاص هم الأب وأطفاله الـ6.

وأكد خبراء السموم للمحكمة، أن مادة الكلورفينابير، هي مادة سامة خطيرة، ولا تفقد خواصها السمية حتى لو تعرضت للمياه والنار، موضحين أن الجرام الواحد يكفي لقتل شخص زنة 100 كيلوجرام، كما أن الفحص الإكلينيكي للأطفال أثبت أن الوفاة نتيجة هذه المادة، مشيرين إلى التقارير المدرجة بأوراق القضية بالمحكمة، وهو ما تطابق أيضا مع تقرير المركز القومي للبحوث عن مادة الكلورو فينابير .

وقالت المتهمة أمام هيئة المحكمة: ” كان غرضي إيذاء المجني عليهم فقط، ولم أنوي القتل ولم أدرك أن جرعة المبيد قاتلة، وتابعت المتهمة: “دفعني للجريمة علمي أن ضرتي تلح على المرحوم زوجي بأن يطلقني”.

وكانت هيئة المحكمة قررت التأجيل من الجلسة الماضية، للاستجابة لطلبات الدفاع، وذلك في القضية المتهمة فيها “هاجر. أ. ع. م”، البالغة من العمر 26 عاما، والمحبوسة حاليا على ذمة القضية، بتهم القتل العمد مع سبق الإصرار باستخدام مادة الكلوروفينابير السامة، خلال الفترة من 6 إلى 25 يوليو 2025، بدائرة مركز دير مواس بمحافظة المنيا، وكذلك تهمة الشروع في قتل “أم هاشم أحمد عبدالفتاح”، زوجة المجني عليه الأولى، عمدا مع سبق الإصرار، باستخدام المادة السامة ذاتها، بأن دست لها الخبز المسموم لتناوله برفقة أبنائها.

وكان المستشار محمد أبوكريشة، المحامي العام لنيابات جنوب المنيا، أصدر قراراً بتشكيل فريق من أعضاء النيابة العامة لإجراء التحقيقات، وضم فريق التحقيق كلا من المستشارين أحمد قورة، وسعيد عبدالجواد، ومحمود بكري، رؤساء نيابة جنوب المنيا الكلية، إلى جانب أحمد جمال، مدير نيابة ديرمواس، وعبدالرحمن عرفان، وكيل نيابة ديرمواس.

وبدأت مأساة قرية دلجا في يوليو الماضي، بأعراض غامضة أصابت أطفال الأسرة واحدا تلو الآخر، فتحولت من إعياء غير مفهوم إلى وفيات متلاحقة، انتهت برحيل 6 أطفال ثم والدهم خلال أسبوعين فقط، وسط جدل واسع حول الأسباب بين الشائعات الطبية والتكهنات الجنائية، قبل أن تكشف التحقيقات لاحقا أن وراء الكارثة جريمة دُبرت داخل البيت نفسه.

وكانت قرية دلجا بديرمواس، خلال شهر يوليو الماضي، شهدت خلال أسبوعين، فقد أسرة كاملة تباعاً بسبب أعراض متشابهة وهم: ريم ناصر (10 سنوات)، وعمر ناصر (7 سنوات)، ومحمد ناصر (11 سنة)، ثم لحق بهم شقيقهم أحمد ناصر (5 سنوات)، ومن بعده رحمة ناصر (12 عاما)، بينما توفيت الشقيقة الأخيرة فرحة ناصر 14 سنة، بعد أشقائها بنحو 10 أيام، وبعد مرور 10 أيام تقريبا توفي والدهم ناصر محمد (48 سنة) بالمستشفى .