جهاز مدينة العلمين الجديدة يحصل على الأيزو الدولية: ماذا يعني هذا الاعتماد لمستقبل مدن الجيل الرابع؟

يمثل حصول جهاز مدينة العلمين الجديدة على شهادة الأيزو الدولية في إدارة الأزمات والمخاطر والجودة تحولاً جذرياً في آلية إدارة المدن المصرية الجديدة، حيث بات أول جهاز تابع لهيئة المجتمعات العمرانية يحقق هذا الامتثال الدولي. هذا الاعتماد يغلق فجوة إدارية سابقة عبر استبدال الأنماط التقليدية بمنظومة حوكمة عالمية تضمن استمرارية الأعمال وحماية الاستثمارات الضخمة في المدينة ضد أي مخاطر تشغيلية أو طارئة.

دلالات الحصول على شهادات (ISO 22301) و(ISO 22361)

يعني نيل الجهاز لهذه الشهادات المتخصصة أن مدينة العلمين الجديدة لم تعد مجرد مشروع عمراني، بل مؤسسة تدار بمعايير «استمرارية الأعمال» و«إدارة الأزمات».

• الاستجابة للطوارئ: تضمن شهادة ISO 22361 وجود بروتوكولات استجابة فورية للأزمات، مما يقلل من فترات التوقف أو الخسائر في المرافق الحيوية.
• استدامة الخدمات: الحصول على ISO 22301 يؤكد قدرة الجهاز على تشغيل الخدمات الأساسية تحت أقسى الظروف، وهو شرط أساسي لجذب الاستثمارات الأجنبية التي تبحث عن بيئة عمل مستقرة.
• كفاءة الطاقة: إضافة شهادة ISO 50001 تعكس التزام المدينة بخفض الانبعاثات وترشيد الاستهلاك، مما يضعها على خارطة المدن الخضراء عالمياً.

كيف ينعكس هذا الإنجاز على المستثمر والقاطن؟

تتجاوز هذه الشهادات كونها مجرد «اعتماد ورقي» لتصبح ضمانة تشغيلية؛ فالمستثمر في العلمين الجديدة يحصل الآن على تأكيد دولي بأن البنية التحتية للمدينة تدار بعقلية استباقية تتوقع المخاطر قبل وقوعها. هذا التوجه يقلل من تكاليف التأمين والمخاطر التشغيلية للمشروعات القائمة داخل المدينة، ويضمن للمواطنين استقراراً في خدمات المياه، الكهرباء، والاتصالات عبر نظم إدارة حديثة.

تصحيح مفهوم: هل الأيزو مجرد إجراء روتيني؟

يسود اعتقاد خاطئ بأن شهادات الأيزو هي إجراءات إدارية شكلية، لكن في حالة مدن الجيل الرابع مثل العلمين، يعد الامتثال لهذه المعايير شرطاً تقنياً للاندماج في سلاسل القيمة العالمية. الحصول على هذه الشهادات تطلب تدقيقاً من جهات دولية مثل شركة «Future Better» للتأكد من مطابقة الواقع الفعلي للمعايير، مما يعني أن الجهاز خضع لإعادة هيكلة شاملة في طرق اتخاذ القرار وإدارة الموارد.

يؤكد هذا التطور أن الدولة المصرية تنتقل من مرحلة «بناء المدن» إلى مرحلة «احترافية الإدارة»، وهو ما يضمن بقاء العلمين الجديدة كمركز إقليمي للسياحة والاستثمار طوال العام، وليس مجرد مدينة موسمية، بفضل جاهزيتها المؤسسية العالية للتعامل مع التحديات المستقبلية.