نفذ الطيران الحربي الأردني ضربات جوية دقيقة استهدفت معاقل مهربي المخدرات والأسلحة في ريف السويداء، وتحديداً قرب قرية الشعاب، في خطوة تعكس انتقال عمان من استراتيجية «الدفاع الحدودي» التقليدية إلى «الإجهاض الاستباقي» للتهديدات. تهدف هذه الغارات إلى تفكيك البنية التحتية لعصابات التهريب التي باتت تشكل خطراً أمنياً قومياً يتجاوز محاولات التسلل الفردي، لتصل إلى تهديد استقرار المنطقة عبر إغراقها بالسلاح والمواد المخدرة.
دلالات استهداف ريف السويداء وتوقيت التصعيد العسكري
تأتي هذه التحركات العسكرية بعد تقييم استخباري وعملياتي شامل أجراه الجيش الأردني، خلص إلى ضرورة تحييد الجماعات الخارجة عن القانون في منشئها قبل وصولها إلى خط التماس الحدودي. استهداف ريف السويداء ليس مجرد رد فعل لحظي، بل هو جزء من عملية أوسع بدأت ملامحها منذ أيام، تهدف إلى خلق منطقة عازلة «نارياً» تمنع المهربين من استغلال التضاريس الوعرة في الجنوب السوري كمنصات انطلاق لوجستية.
| نوع العملية | الهدف الاستراتيجي | النطاق الجغرافي |
|---|---|---|
| غارات جوية | تدمير مخازن السلاح ومراكز التجميع | ريف السويداء (قرية الشعاب) |
| إجراءات برية | منع التسلل والاشتباك المباشر | الحدود الشمالية للمملكة |
| تنسيق استخباري | رصد تحركات الجماعات المنظمة | العمق السوري الحدودي |
الارتباط بين مكافحة الإرهاب وتقويض شبكات التهريب
يرتبط هذا التصعيد بشكل وثيق بالنشاط العسكري الأخير الذي شارك فيه الأردن لدعم القيادة المركزية الأمريكية في ضرب تنظيم داعش. استخدام القوات المسلحة الأردنية لأكثر من 100 ذخيرة دقيقة في عمليات سابقة يشير إلى امتلاك الجيش بنك أهداف محدث وقدرات تقنية عالية للتعامل مع أهداف ثابتة ومتحركة في بيئات معقدة. هذا الترابط يوضح أن الأردن ينظر إلى شبكات التهريب وتنظيمات الإرهاب كوجهين لعملة واحدة تهدد أمن الحدود الشمالية.
ثمة تصور خاطئ بأن هذه العمليات تستهدف أفراداً عابرين فقط؛ والواقع أنها تستهدف «سلاسل الإمداد» بما تشمله من مخازن أسلحة ومراكز إدارة لوجستية. الخطر الحقيقي الذي تسعى عمان لتفاديه هو تحول هذه الشبكات إلى ميليشيات منظمة تمتلك تقنيات متطورة، مما قد يفرض واقعاً أمنياً جديداً يصعب التعامل معه بالوسائل الدفاعية التقليدية فقط.
تداعيات الفراغ الأمني في الجنوب السوري
يعكس تكرار الغارات الجوية الأردنية حجم الفراغ الأمني في الجنوب السوري، حيث تضطر القوات المسلحة الأردنية للقيام بمهام تأمين استباقية داخل الأراضي السورية لحماية حدودها. استمرار هذه العمليات يعتمد بشكل مباشر على مدى استجابة الأطراف الميدانية لضبط الحدود، وفي حال استمرار تدفق الشحنات، فإن السيناريو المرجح هو توسيع دائرة الاستهداف لتشمل خطوط النقل الخلفية التي تغذي هذه الجماعات بالعتاد والأموال.
تابعنا على جوجل نيوز
قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات ..
متابعة