
شهدتأسواق الذهب العالمية والمحلية حالة من الترقب الشديد خلال الساعات الماضية، بعد إعلان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة بنسبة 0.25%، وهي الخطوة التي كان ينتظرها المستثمرون منذ فترة طويلة، ومع صدور القرار، انعكس أثره بشكل مباشر على حركة الذهب، حيث ارتفعت الأسعار عالميًا ومحليًا، وسط توقعات بمزيد من المكاسب خلال الفترة المقبلة.
قرار الفيدرالي.. بداية موجة جديدة للذهب
خفض الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة ربع نقطة مئوية لدعم الاقتصاد، وهو ما جعل الذهب الوجهة الأكثر جاذبية للمستثمرين، خاصة في ظل تراجع العوائد المتوقعة من السندات والدولار.
ويعرف عن العلاقة بين الذهب والفائدة أنها علاقة عكسية، فكلما انخفضت الفائدة، زاد الإقبال على المعدن الأصفر باعتباره الملاذ الآمن، وهو ما انعكس سريعًا في السوق المصرية بارتفاع أسعار الجرامات المختلفة.
أسعار الذهب اليوم الأربعاء 17 سبتمبر 2025
سجّل الذهب ارتفاعًا جديدًا في السوق المحلية، بزيادة تقارب 20 جنيهًا للجرام مقارنة بتعاملات الأمس، وجاءت الأسعار كالتالي (دون احتساب المصنعية):سعر جرام عيار 18: 4226 جنيهًا.سعر جرام عيار 21: 4930 جنيهًا وهو العيار الأكثر تداولًا في مصر.سعر جرام عيار 24: 5634 جنيهًا للجرام.سعر الجنيه الذهب: 39,440 جنيهًا.وتُضاف على هذه الأسعار قيمة المصنعية التي تختلف من محل لآخر، وتتراوح عادةً بين 3% و8% من سعر الجرام.
أسعار الذهب عالميًا الآن
على المستوى العالمي، سجّل سعر الأوقية نحو 3676 دولارًا، وهو مستوى مرتفع يعكس الطلب الكبير على الذهب بعد قرار الفيدرالي، ورغم أن الأسعار وصلت أمس الثلاثاء إلى ذروتها، إلا أن المؤشرات الحالية توحي باستمرار موجة الصعود على المدى المتوسط.
لماذا ارتفع الذهب بعد خفض الفائدة؟
يعود السبب الأساسي وراء صعود الذهب عقب قرار الفيدرالي إلى انخفاض العوائد الحقيقية للاستثمارات الأخرى، فمع تراجع الفائدة، يصبح الاستثمار في الدولار أو السندات أقل جاذبية، فيتجه المستثمرون نحو الذهب باعتباره مخزنًا للقيمة ووسيلة للتحوط ضد التضخم.كما أن التوترات الجيوسياسية والمخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي زادت من الإقبال على الذهب كملاذ آمن، وهو ما يفسر القفزات المتتالية في أسعاره سواء في الأسواق العالمية أو المحلية.
هل يتجاوز عيار 21 حاجز الـ5000 جنيه؟
يرجّح محللون أن يشهد السوق المصري قفزة جديدة في سعر الذهب خلال الأيام المقبلة، قد تدفع عيار 21 لتجاوز 5000 جنيه للجرام، خاصة إذا واصل الدولار العالمي التراجع أو اتجه الفيدرالي إلى مزيد من خفض الفائدة في الاجتماعات القادمة.وبالنسبة للمستثمرين والأفراد، يرى الخبراء أن الفترة الحالية قد تمثل فرصة جيدة لشراء الذهب قبل أن يسجل مستويات قياسية جديدة، مع التأكيد على أن المعدن النفيس يظل استثمارًا طويل الأجل أكثر من كونه أداة للمضاربة السريعة.
الذهب والدولار.. معادلة متشابكة
رغم العلاقة العكسية بين الذهب والفائدة، فإن الدولار يظل عاملًا رئيسيًا في تحديد الأسعار. ففي حال احتفظت العملة الأمريكية بقوتها أمام العملات الأخرى نتيجة استمرار الطلب العالمي عليها، قد يحد ذلك من صعود الذهب مؤقتًا. لكن الاتجاه العام يبقى صعوديًا، مع توقعات بأن يفقد الدولار جزءًا من جاذبيته لصالح الذهب خلال الفترة القادمة.